حوار بينى وبين ثلاث بنات فلسطينيه ولبنانيه وعراقيه
للمغتربين عدم الانزعاج
السلام عليكم
اسعد الله مسائكم بكل خير
اخوانى هذا موضوع انى والله تعبت فيه كثيرا واجهدت كثيرا
فهذه القصه هى نسيج لواقع مرير يعيشه اخواننا
وان كنت اشعر بما يشعرون به لذا كتبته
لذا اتمنى من يقرا الموضوع عدم الانزعاج او الاستعجال برد قد يكون قاسي
انا احب كل ماهو عربي واعشقه
موضوعى هذا لم اوضح منه الغرض ولكن عليك انت تفهم الغرض لوحدك
ذهبت في يوم من الايام لاحدى الكافيهات فانا اعشق النظر الى البحر لاتكلم معه في كل ماهو مضى وات
واشكو له ما اعانيه في هذة الحياة فلا اجد صديق يسمعنى غيرة في هذة الحياة ولا اجد ما ابوح له بكل اسرارى غيرة
جلست وطلبت من النادى فنجانا من القهوة ثم بدات باحتساء القهوة واذا بي انظر امامى اجد ثلاث بنات يجلسون
لم اهتم كثيرا بذلك فانا لا ابالى ولكن احسست بعروبيتهم واستوقفت في نفسي لبرهه فسالت نفسي يالهى ان هذا الجمال
يحمل هما ومرار يا الهى ان جمالهم يتكلم ولكنه من الحزن والاسي يتالم
فقولت ان والله ورائهم لشئ عظيم وان لحزنهم لشئ جلل وان لسكاتهم لقدم كبير
فقولت لما لا ابدائهم بالحديث واعرف مما يعانون فتركت فنجان القهوة
وقررت الذهاب اليهم وعند الوصول اليهم قلت لهم انى والله اشم رائحه العروبه فيكم
السلام على اجمل مخلوقات الله السلام على من ارى في عيونهم الحزن والالم والاسي
فهل لى بمعرفتكم مما تعانون ومن اين انتم والى من جئتمون
ومالذى اراة في عيونكم فانه كم هائل من الدموع
فقالو بصوت واحد وهل جئت لنا بمعرفه جمالنا ام جئت متسائلا عن همومنا واحزاننا
فقلت ان جئت لجمالكم فان لجمالكم لسحر لا يقاوم وان لحسنكم بريقا ولمعانا
ولكنى جئت متسائلا عن ما يحمله هذا الجمال وذلك الحسن بين حزن والم واسي اراة في عيونكم
فقالو اجلس اذن وعرفنا بذاتك
فقلت لهم انى والله ادعى امير وانا من بلد يطلق عليها ادخلوها بسلام امنين فهى ام الدنيا
جنه الارض وان سكانها لناس طيبين وان لاهلها كرما يذكرة الوليد قبل الشيخ الجليل
فقلت فلتعرفونى بحالكم ومن ماذا تتالمون والى متى في الحزن والاسي تصبرون
فقالو سوف نخبرك واحده تلو الاخرى فلتصبر علينا ايها الامير
فقلت وانا لكم منصت وحكيم
البنت الفلسطينيه
قاالت
اما انا اخى امير فانا بنت عمومتك ولدت في الدنيا لكى احمل الهم والاسي
وكثرة الانين فانا من بلد هى للدنيا كالمصباح المنير
تعانى الاغتصاب والارهانه
تعانى الضرب والموت والملامه
تعانى الفقر وماهى بفقيرة
تعانى الجهل وهى بالعلم اعلى واجل
تحمل هموم الدنيا ولا تجد من يحمل همها
تقف مع الجميع ولا تجد من يساعدها
يقتل فيها كل يوم طفل صغير
واخر رضيع
وذاك شيخ كبير
وشاب في ريعانه يحلم بمستقبل زهيد
تهتك وتهان
تكشف ولا تعان
تصرخ ولا تجاب
تتالم ولا تجد طبيب
تتمزق من نيران اللهيب
تحكى ولا تجد من يسمع الانين
تشتاق ولا تجد حبيب
انا من بلاد الزيتون والحلى والجمال المفتون
فهل علمت من انا ايها الامير
فسكت
ثم بدات الفتاة الثانيه
بنت لبنان
فقالت
اما انا يا امير فانا من بلد الجمال يوجد بها الكثير من الاديان
وكل منا يعيش بامان
بلد العزة والكرامه بلد الاناقه والفنون
هناك شمال وهناك جنوب
كنا نعيش بامان حتى مع اختلاف وطرق الاديان
ثم صحونا على هلاك ودمار وحرب وفناء
وموت الاحباء
وقتل الصغار والكبار
وترميل الزوجات وهتاف الاحزاب وقفل مطارات
وشعور بالحزن والانين وتخريب بيوت وطرد عمال
ووقف اموال واهمال وتشريد وعذاب
وحروب داخليه بعد ان كانت خارجيه
ووجدنا انفسنا امام مشكلات وعقبات ومداخلات ومؤتمرات
واحزاب تريد رئيس واخرى لا تعترف
ودويلات تريد المسانده وهى بالمعنى مساومه
ووجدنا انفسنا مثل الكثير من ما يعانون
بس هى دى قصتنا
فهل علمت امير من اين انا
فسكت
ثم بدات الفتاة الثالثه
بنت العراق
فقالت
اسمك امير وهذا كان من قبل لقب يطلق على سيد العباسين والامويين والفاتحين
فانا من بلد اسلاميه نبض الامه العربيه
ومقر الدوله الاسلاميه
وفتحها صحابي جليل من اصحاب الرسول الكريم
انا من بلد الحضارة الفن والعماره
والتراث القديم والحكايات والاساطير
وكان يقطن بها الزعماء والقاده
واصحاب القلب الرحيم
كنا نعيش في ظلم وكنا بالحال راضيين
نبكى ونتألم وما نحن لاحد شاكين
صحونا على من يحتلنا
وبالتحرير والديمقراطيه يخدعنا
والبوقيعه والدمار ارهقنا
وبالقتل في الصغار والكبار اذهلنا
وبالتدمير والخراب وقطع الطريق
وقصف البيوت هو مهلكنا
وقتل رئيسنا وهتك عرضنا
ودمار بيوتنا وقتل ابنائنا
وترميم نسائنا
وهجر زوريتنا واغتصاب بناتنا هم فاعلين
وما نحن ياامير بكل هذا فرحين
ولكننا شكونا لرب العالمين
فقدت هدمت الامارةوارهقت الحارة
ونظرت الى بلدى فاذا هى من بعد الجمال
والسحر والدلال
تشبه الصحراء جرداء بدون انارة
فهل عملت من انا ولماذا انا هنا
ثم سكت
فتكلمو بصوت واحد كاد يهز اركان من حولى واثار حفيظتى
فقالو
علمنا ان اسمك امير وانك من مصر بلاد الفاتحين
وانك من عروس البحر المتوسط اسكندريه بلاد العاشقين
وانكم بارضكم ونسائكم وامهاتكم لستم بمغتصبين
ولا من الاحتلال والاحزاب واليهود محاصرين
فلماذا تركت بلدك اذن ايها الامير
قلت بعد كلامكم هذا وبعد ماقيل
سكت الفؤاد عن الكلام وتحدث الانين
والبكاء في العين يدمع وفي القلب جف
فقالو يابن العمومه
يابن العم
هل تستطيع ان توفر رجوعنا وعدم قتل ابنائن
اوعدم المساس بشرفنا واغتصابنا
وتحرير ارضنا وعدم تقيد بلادنا
وعدم ذبح اطفالنا
ولا قتل ازواجنا
فانت ابن العمومه واخ لنا فماذا تقول
فاذا بي انزف الدموع سيول
وانظر الى السما كانها غيوم
وبدل من اشكو للبحر حالى
وجدت اسمع لغيرى شكواة وترحالى
ثم ضممت اصابع يدى السبابه والابهام في كل يد
وعملت دائرة وقلت لهم
كنا في السابق ايام عهد الامارة وفن العماره
وايام الحضارة والاخوة والعروبه
وايام التوحد والصلاة
مثل هذة الدائرة متضامنين هكذا
ثم اتسع في الدائرة فارق صغير
ثم بدا يكبر فيكبر فيكبر فيكبر
الى ان اتسع واصبح من الصعب رجوعه مثل عهده
بل من المستحيل
ثم التفت لهم وقولت
سلام يا اخوانى طاب يومكم بكل ماهو جميل
فانا ليس لدى مايفعل المستحيل
السبت أكتوبر 04, 2008 11:15 pm